قصة حول رنح فريدرايخ .

هذه حكايتي

٢٦‏/٠٥‏/٢٠١٧

بواسطة: Hanan


 

مهما خططت لحياتك وعملت جاهدا لتحقيق أحلامك, فأنت لا تستطيع أن تتجنب ضربات القدر. هذه الضربات هي ما يميز بين المؤمن الحق الراضي بقضاء الله والساعي للأفضل رغم قسوة الظروف, وبين المستسلم المنهزم الذي اختار أن يعيش دور الضحية طوال حياته.

كنتُ في سنة التخرج بالجامعة عندما بدأت اشعر بعدم التوازن عند المشي, عملت كمعلمة للكمبيوتر بعد التخرج وكنت أراجع في المستشفى لمعرفة سبب مشكلتي مع المشي, بعد عام كامل من الفحوصات تأكدت إصابتي بمرض في الأعصاب يؤدي إلى ضعف الأطراف بشكل تدريجي وبطيء والحقيقة الصادمة كانت أنه ليس له علاج ولا حتى دواء, وهكذا عندما كنت أستعد للانطلاق بحياتي وجدت نفسي من فئة "ذوي الاحتياجات الخاصة", أحتاج إلى المساعدة في أبسط الأمور كصعود درجة أو حمل كوب, كان ذلك في عام 2005م , لا أدري كم استغرقت في مرحلة الصدمة والرفض لكن سرعان ما بدأت مرحلة الاستيعاب والتقبل.

اتبعت نصيحة صديقة لي كنّا نطبقها أثناء امتحانات الجامعة وهي "إنقاذ ما يمكن إنقاذه" J و اتخذت من حديث رسول الله –عليه الصلاة والسلام- : " اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك" , قاعدة لحياتي. وبدأت بتنفيذ كل ما يمكنني عمله قبل أن تسوء حالتي أكثر, أخذت رخصة السواقة واشتريت سيارة, انتقلت لعمل مكتبي في شركة, ذهبت للحج, أكملت دراستي وحصلت على الماجستير, كانت حالتي تسوء في كل سنة وكنت وما زلت أتعامل مع كل مشكلة على حدة, لأني إذا نظرت إلى مشكلتي ككل سأشعر بالعجز والاكتئاب, فمثلاً عندما شعرت بعدم القدرة على المشي إلا بالاعتماد على الغير, اقتنيت (مشاية بعجلات) خفيفة الوزن واحتفظت فيها بالكرسي الخلفي لسيارتي لتكون معي في كل مكان, وعندما صعبت علي سواقة السيارة بسبب عدم قدرتي على التحكم بانتقال قدمي بين دواسة البنزين والبريك, استخدمت القدمين وقمت بتثبيت حذاء بلاستيك خفيف على دواسة البريك بأربطة مطاطية حتى تكون قدمي اليسار ثابتة على البريك والقدم اليمين للبنزين, وهكذا دائماً أبحث عن حلول عملية تبقيني على قيد الأمل.

نعم, أواجه الكثير من العقبات والمنغصات وأمر بحالات من اليأس والاكتئاب لكنّ هذه الحالات لا تستهويني كثيراً, وسرعان ما أبحث عن مخرج , فعندما يغلق باب في وجهك, ابحث عن الأبواب المفتوحة ولا تقف كثيراً أمامه لتندب حظك .

 

#وجدت_حلا #فريدريك_اتاكسيا #اتاكسيا
#هافنغتون_بوست ما نشروه #ستندمون

تعرف شخصا يجب عليه قراءة هذه القصة؟ أنشرها

0 التعليقات

الدخول أو التسجيل لترك تعليق